تعتني هذه المقالة برسالة العاشق إلى المعشوق في شرح مقولة الصوفيّ غير مخلوق. تلك المقولة التي حظيت باهتمام من أعلام التصوّف الفارسيّ. ووجدت قبولًا في الأوساط الصوفيّة على مدار قرنين. وإن تردّد بعض المؤرخين في القطع بنسبتها لمؤلّف بعينه، فمرّة تُنسب إلى شيخ الإسلام الهرويّ الأنصاريّ الحنبليّ صاحب منازل السائرين، وأخرى تُنسب إلى الإمام الخرقانيّ. وفي رسالتنا هذه نسبها أبو بكر عبد الله بن شاهاور الرازيّ (نجم الدين دايه) إلى الخرقانيّ. وقدّم لها شرحًا وافيًا. وتأتي أهمية هذه الرسالة من كونها كاشفة عن أثر من آثار المدرسة الكُبراويّة. فقد تابع فيها نجم الدين دايه شيخه مجد الدّين البغداديّ واستفاد منه، وحاول أن يطوّر بعض أفكاره التي دوّنها في كتابه تحفة البررة في المسائل العشرة.